Wednesday, 1 March 2017

الماتريدي و اآراؤه الكلامية



الماتريدي و اآراؤه الكلامية
المقدمة
إسمه بن محمود أبو منصور الماتريدي و أصله ماتريت أو ماتريدي و هي محل في سمرقند, واسم ماتريدي ينسب إليها, و أحيانا تضاف النسبة إلى سمرقند فيقال أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمر قندي.
وقد خلع عليه أصحابه ألقابا كثيرة فيذكر السكغوي أنه سمي إمام الهدي وقدوة أهل السنة والأهداء, رافع أعلام السنة و الجماعة, قالع أضاليل الفتنة و البدعة, الشيخ الإمام أبو منصور الماتريدي إمام المتكلمين و مصحح عقائد المسلكين.
هذه الألقاب تدل على علو كمكانته العلمية بين أصحابه, ولذا ذكر التيمي أنه فاق الأقران و تجعل به الزمان و شاعات مؤلفاته و سارت مصنفاته, واتفق الموافق و المخالف على علو قدرته و عظمته محله وطيب بشره, فإنه كان من كبار العلماء العلام الذين بعلمهم يقتدي, و لذالك يعرف عند الأئمة إمام الهدى, و كان أية في علم الكلام.
أما نسيه فيذكر الزبيدي أنه يرجع إلى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب بن الأنصاري.
ولم تذكر المصادر شيئا عن تاريخ مولد الماتريدي, و إن كان يرجع أنه ولد في عهد المتوكل (233-247 ه), و لذالك لأن تاريخ وفاته سنة  248 ه. و لكن المشهور وهو ماأجمع على أصحابه الطبقات و هو سنة 333 ه.
البحث
1.   أحوال البيئة السياسية و الفقرية و أحوال العصر
وتقع حياته فيما بين النصف الأخير القرن الثالث و النصف الأول من القرن الرابع الهجري, و أول من دخل سمرقند وفتحها ابن عثمان, و عندما ولى خرسان من جهة معاوية سنة 55 ه, و عبر النهر و نزل على سمرقند محاصرا لها, و تركها, و في سنة 78 ه قتيبة بن مسلم النهر و غزا بخارا و الشام و نزل على سمرقند, و هي غزوته الأولى.
و مع هذا لم تخل بلاد ما وراء النهر ومن بينها سمر قند من تبارات فكرية المختلفة, منها ما ينسب إلى الأسلام, و منها ماهو غير إسلامي, و كمذهب المعتزلة كان معروفا و منتشرا, وردود الماتريدي على أقطاب مذهب الاعتزال كثيرة, من أمثال النظام وابن شيب و جعفر بن حرب والكعبي, كذالك ظهر مذهب التجسيم, فظهر محمد بن كرام السجستاني زعيم طائفة الكرامية بعد المائتين من الهجرة, وقد كان للماتريدي ردود على الكرامية, الذي ظهر مذهبهم على يد حمدان الأشعب المعروف بقرمط سنة 264 ه و كذالك ظهر جهم بن صفوان زعيم الجهمية, الذي عاش فترة في سمرقند ونسب إليها, وقد نقد الماتريدي قول الجهمية بالخبر. ولقد كان من معاصري الماتريدي من الصوفية و قريب من موطنه الحسين بن منصور الحلاج ومعرفة الماتريدي لهذه الاراء و ردوده عليها وموقفه منها يعني لأن هذه الاراء كانت منتشرة ومعرفته في بيئته. ولقد انتشرت اراء غير إسلامية في تلك البلاد و كان له أتباع, فيذكر ابن نديم أن المنافية كان منهم بسمرقند نحو خمسمائة رجل واشتهر أمرهم, و أن الرئاسة قد انتقلت إلى سمرقند وصاروا يعقدونها بها بعد أن كانت تعقد في بابل, و ظهر أصحاب ابن ديصان بخرسان, وظهر كثير من المرقيو نية يستترون بالنصرانية بخريان كذالك انتشرت السمنية في بلاد ورتء النهر.
ولا شك أن هذه الأحوال السياسية و الفكرية التي كانت سائدة في بيئة الماتريدي كانت مرتبطة بابا لأحوال السياسية و العلمية السائدة في الدولة الإسلامية.
أما عن الحالة العلمية فلقد كانت انضج منها في العصر الذي قبله, فقد لقب علماء هذا العصر ما نقله مترجمون قبلهم فشرحوه و هضموه, و أخضعوا النظريات المبعثرة و رتبوها, و أورثوا ثورة من قبلهم في كل فرع من الفروع العلم فالشتغلوها. ز كانت نتيجة ذالك نهضة علمية كبيرة و تعدد مراكز العلم في أرجاء المملكة الإسلامية حتى أنه يمكن القول بأن هذه الفترة كانت بمثابة العصر الذهبي للعلوم الإسلامية, فلقد مر علم الكلام الإسلامي في أهم أدوار حياته, وهو دور التحرر من الفقه, كانت علوم الصوفية الدينية أهم العلوم و أكثرها نجاحا, فقد كانت هي الحركة العلمية التي ضمت أعظم القوى الدينية في ذالك العهد, وزاد الإقبال على دراسة القران و الحديث.
2.   الصلة بين أبي حنيفة و الماتريدي
و من المعروف أن الماتريدي تخرج في مدرسة أبي حنيفة على يد أعلامها و تابع اراء أبي حنيفة الفقيهية, ولقد كان لأبي حنيفة اراء كلامية, فهل كان االماتريدي كما يقول البياضي ليس بمبتكر لطريقه, بل هو منفصل لمذهب أبي حنيفة و أصحابه, و لكي يبين هذه الصلة في جانبها الكلامي علينا أن نشير بإيجاز إلى مجهود أبي حنيفة في علم الكلام و موقفه من هذا العلم.
و قد روى عن أبي حنيفة في علم الكلام موقفان:
أ‌.       الأول : أنه عندما أخد في العلم نظر في علم الكلام و بلغ فيه مبلغا يشار إليه بالبنان, و أعطى فيه جدلا, فمضى عليه زمن به يخاصم و عنه يناضل, حتي دخل للبصرة لأن أكثر الفرق فيها, أخذ ينازع تلك الفرق, لأنه كان يعد الكلام أرفع العلوم و أفضلها لكونه في أضول الدين.
ب‌.الثاني : فهو يمثل في انصراف الإمام أبو حنيفة عن الكلام و اشتغاله بالفقه الذي ذاعت و صيته فيه و اشتهرت به, و لقد ذكر عنه أنه نهى عن الخوض في علم الكلام و اشتغال به, و أنه ذكر أن الصحابة و التابعين لم يكونوا يشتغلوا بعلم الكلام, مع أنهم عليه أقدر, و به أعرف بل نهى عنه أشد النهي.
و أيضا ظهر اراء فرق جديدة من بعد أبي حنيفة لم يكن له ردود عليها كالكرامية الباطنية و بعض المعتزلة كالكعبى, و هناك المسائل التي لم تعالج من قبل الماتريدي, مثلا : المعرفة و الصفات و اثبات التوحيد. كذالك لم يكن علم الكلام من قبل الماتريدي مقبولا عند أهل السنة.
و كل هذا يشير إلى أن الماتريدي لم يكن مجرد شارح و مفصل لطريقة أبي حنيفة, بل كان مبتكرا له منهجه و المذهبه الخاص به, و إذا كان الجانب الفقهي من المذهب الحنفي يرجع إلى أبي حنيفة, لأن الجانب الكلامي في المذهب الحنفي يرجع إلى الماتريدي. و خلاصة القول أنه إذا كان لأبي حنيفة فضل سبق أول محاولة لإقامة مذهب كلامي على اعتقاد أهل السنة, فإن الماتريدي فضل إقامة المذهب المتكامل أيده بالحجة و البرهان للتعبير عن اعتقاد أهل السنةز
3.   سمات منهج الماتريدي
أ‌.       التوسط بين العقل و النقل
السمة الأساسة لمنهج الماتريدي هو التوسط بين العقل و النقل. و لقد رأى الماتريدي خطأ الوقوف عند حد النقل أو المغالات في جانب العقل, و رأى أن الموقف العدل هو التوسط بينهما, و ذكر أن دواعي استحسان ذالك الموقف الوسط هو قوله  تعالى " وَكَذَ‌ٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا " الوسط في ذالك له دعامته في الدين, وهو خير تعبير عن روح الدين الإيلامي الذي تدعو تعاليمه إلي الأخذ بالوسط في كل الأمور, و كذالك كانت روح الوسط هي التعبير السائد في الفكر الإسلامي في مختلف مجالاته, فنرى الماتريدي و الأشاعرة وسط بين السلف و المعتزلة, و الشافعي وسط بين مالك و أبو حنيفة, و حاول الفلاسفة الإسلاميون التوسط لبن الدين و الفلسفة. و نرى أن الماتريدي كان أكثر توفيقا في تحقيق موقف الوسط أكثر من الأشعري الذي سلك منهج الوسط بين العقل و النقل.
ب‌. اسفقلال الفكر
و هو يعني عدم التعصب المذهب أو رأي معين بل يجب البحث عن الحقيقة, و عدم المتابعة عن الفكر معين, و موقف الوسط يتيح استقلال الفكر.
ت‌. النطرة الكلية للأشياء
امتاز فكر الماتريدي بنطرته الشاملة الكلية و ربط الجزئيات بالكليات, و رد المسائل المتفرعة إلى أصولها التي تجمعها, و هذا هو النظر الفلسفي الذي لايقف عند الجزئي, ولا يقف في المسائل الفرعية بل يردها إلى الحقيقة التي تجمعها.
ث‌. الربط بين الفكر و العمل
ليس المهم عند الماتريدي هو أن تتزاحم أفكارنا و تكثر حصياتها في الذهن, لكن المهم هو أن نوائم بين أفكارنا و أعمالنا بحيث أن نفوذ أفكارنا و علومنا تهديها.
ج‌.  الاهتمام بالمعنى المضموم
كانت نتيجة الربط الفكر بين الفكر و العمل عند الماتريدي اهتمامه بالمعنى و المضمون فلا يقف عند حد الشك بل ينفذ إلى عمق الجوهر. و المهم هو إبراز المعنى و الكشف عن مضمون و إدراك مراميه و احقيقه.
ح‌.  السمة النقدية
يمثل النقد جانبا كبيرا عند الماتريدي و لقد قام الجاني النقدي لاراء الخصم عنده على عرض هذه الاراء و تحليلها و ردها إلى أصولها و البحث عن علة الخطأ فيها.
4.   بعض اراء الماتريدي الكلامية
القسم الأول : الصفات الإلهية
أولا : معنى الصفة
الصفة كما يعرفها الجرجاني أنها الاسم على بعض الأحوالالذات و ذلك نحو طويل و قصير و عاقل و غيرها. و موقف الأشاعرة كما يوضحه الباقلاني بأن الصفة هي الشيء الذي يوجد بالموصوف الذي هو النعت الذي يصدر عن الصفة. و أما معتزلة فالصفة هي مجرد وصف الواصف و أنها تعف نفي الضد.
أما موقف الماتريدي فيعارض موقف المعتزلة ممثلا في رأي الكعبي الذي يقول أن الصفة هي وصف الواصف و يقول الماتريدي أنه لو كانت الصهة في الحقيقة وصف الواصف ليبطل قول الحق أعيانا وصفات و يبطل القول في الاجتماع أو حركة أو السكون, التي لا تخلو الأعيانا عنها في إثبات حدها, إذا هي تخلو من وصف واصف لها أي أن الأعيان قد تخلو من الوصف و مع ذلك فإن لها صفات ثابتة و هذا يثبت أن الصفات ليست مجرد وصف الواصف و يلزم أن الصفات غير الواصف.
ثانيا : موقف من إثبات الصفات و نفيها
اختلف الموقف صفات الله تعالى أو ننفيها و نعرض بإيجاز إلى موقف كل من المنافين و المثبتين فلقد امتنع جهم بن صفوان عن وصف الله تعالى بأي شيء و قال " لا أصفه بوصف يجوز إطلاقه على غيره كشيء و موجود وحي و عالم مريد و نحو ذلك و وصفه بأنه قادر و موجود و فاعل و خالق و مميت لات هذه الأوصاف مختصة به وحده و المعتزلة يقولون بنفي وجود صفات قديمة.
أما موقف الماتريدي فهو يعارض القول بنفي الصفات و يهدم الأساس الذي اعتمدوا عليه في ذلك و هو أن الإثبات يؤذي إلى التشبيه و وجود قدماء مع الله و يدحض الماتريدي هذاالقول مبينا أن إثبات الصفات و دليله السمع و هو ماجاء به القران و سائر الكتب السماوية و ما ذكره الرسل, و القول بنفيها على أساس أنها توجب التشبيه و التعطيل, إذ أن إثبات الأسم لا يعني التشابه بينه و بين المسمى, و الله مسمى بما سمي به نفسه موصوف بما وصف به نفسه. و يركز الماتريدي على إثبات مغايرة صفات الله لصفات المخلوقين و ليس لصفات الله تعالى كيف و لا يجوز السؤال عن كيفية صفاته.
القسم الثاني : خلق أفعال العباد
"عرض الماتريدي لاراء الفرق في خلق الأفعال و موقفه منها"
أولا : الجبرية : يعرض الماتريدي موقف أهل الجبر, الذين أضافوا كل الأفعال إلى الله, و منها أفعال العباد, على نحو ما أضيف إليه خلق كل شيء في جملة, و لا يجوز أن يكون إضافتها إلى الله مجازا لأنه الفاعل الحق الذي لا يجوزه الشيء و أنها تضاف إلى خلق على سبيل إيجاز, ثم أنهم رأوا أن تحقيق الفعل لغيره تشابه في الفعل, وقد نفي الله بذلك بقوله : " أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ  قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " و أيضا أن لو جعل للصبر إيجاد و إخراج من العدم لكن معنى خلق, و ذلك مما أباه الجميع حيث قالوا : "لاخالق إلا الله "
موقف الماتريدي من الجبرية :
يعارض الماتريدي من الجبرية مبنيا أن تحقيق الفعل للعباد لازم من جهة السمع و العقل و الضرورة, أما السمع فله وجهان : الأوامر به و النهي عنه, و الثاني : الوعد فيه و الوعيد له. و غير ذلك و الايات التي أثبتت لهم أسماء العمل, و لفعلهم أسماء الفعل بالامر و النهي و الوعد و الوعيد, و في ذلك رد على الجبرية لأنهم لا يجعلون للعبد في أفعالهم صنعا, و يجعلون حقيقة الأفعال من الله, فلو لم يكن لهم صنع, لم يكن لقولهم بما قدمت أيديكم معنى. و يرى الماتريدي أنه ليس في إضافتها إلى الله معنى ذلك : بل هي الله الذي خلقها على ما هي عليه, و أوجدها و فعلوها, ثم محل الأمر و النهي بما فيه المأمور و النهي.
أما من جهة العقل فإن في العقل القبيح أن يضاف إلى الله الطاعة و المعصية و أن يكون هو المأمور, و المثاب و المعاقب, فبطل أنيكون الفعل من هذه الوجود له, و أيضا أن الله وعد بالثواب لمن أطاعه في الدنيا و العقاب لمن عصاه, ولو كان هو فعله, لكان هو المجري بما ذكر.
موقف الماتريدي من المعتزلة :
أ‌.       خطأ المعتزلة في إضافة معنى الخلق للعبيد
ب‌. نسبة المعتزلة الأفعال للعبد, يؤدي إلى نقض التوحيد

5.   الخلاف بين الماتريدي و الأشعري
أبو الحسن الأشعري متكلم أهل السنة قضى فترة على الاعتزال ثم خرج عن الاعتزال و صار إمام لأهل السنة, و لقد الأشعري طريق الوسط بين العقل و النقل و مال إلى الحول الوسطي في المشكلات الكلامية و يجدد درجة ذلك الوسط مؤلفاته خاصة الإبانة و اللمع,   و فيها بجد درجات متفاوتة من الليل عن طرق الوسط ففي الإبانة لم يذهب الأشعري بعيدا عن الأراء الإمام أحمد بن حنبل المتمسك بالنص, و يعطي في نسك نموذجين لمتابعة الأشعري لأراء ابن حنبل و أنه تلميذه الروحي في الإبانة, هما رؤية الله في الأخرة و الاستواء على العرش و اعتماده فيهما على النص و مع اتفاقه مع بن حنبل إلا أن الحنابلة قد لعنوا الأشعري, و كذالك وصفه ابن حزم بأنه ذو وجهتين.
و من هذا يتضح ميل الأشعري إلى النص و اعتماده عليه في "اللمع", فإنه يقول بالصفات الأزلية السبعة لله, و هي الحيات و العلم و القدرة و الإرادة و السمع و البصر و الكلام, و خلا مذهبه من اليد و الوجه مما قد يوهم بالتشبيه, و هذا يعني ميله إلى العقل, و لكن أيهما يحقق مذهب الوسط عند الأشعري في صورته النهائية؟ يرى الدكتور غرابة أن اللمع هو الذي يمثل الصورة النهائية المذهب الوسط عند الأشعري, و يقدم الدكتور أحمد صحبي الدليل على ذلك بأن الإبانة قد كتب في بداية تحول الأشعري, ذلك لأن التحول المذهبي لا يعرف الاعتدال, و إنما هو انتقال من تأييد إلى عداوة, و أشد ما تكون العداوة عقب التحول, و في الإبانة حملة شعراء على المعتزلة و عرا مشوه لأفكارهم مع معرفة الأشعري الدقيقة ارائهم, و في مقابل هذا الرأي نجد "ماكدونالد" يجعل الإبانة اخر مؤلفات الأشعري, معلل ذلك بأن الأشعري بعد تحركة إلى بغداد قد تحت تأثير الحنابلة.
و الرأي القائل بأن اللمع هو اخر كتابات الأشعري أقرب إلى الصواب, فرسالة الأشعري "ايتحسان الخوض في العلم الكلام" كانت موجهة ضد منهج الحنابلة و رد على مهاجمتهم له, و يكون اللمع هو الجانب التطبيقي لرأي الأشعري في ضرورة النظر , ة الثالث أن الأشعري قال بالعقل بجانب النص, بصرف النظر عن الترتيب مؤلفته. و لقد اعتبار الأشعري موقفا في مذهبه في التوسط, المعتدل. لكن هذا التوسط من صنع أتباعه من بعده لأنه قد أعلن نفسه حنبليا, و هاجم النزعة العقلية التي تقاوم التجسيم في المسائل الكلامية.
و ذكر الدكتور أحمد صبحي, أن الأشعري لم يلتزم بمنهج الوسط في بعض المسائل و أنه كان يميل إلى جانب النقل, و إن العقل هو االمقدم, إذ يجب أن يتبع العقل النص يحيد عنه, و الدليل على ذلك نظرية الكسب عنده, و كل هذه الأراء تثير إلى أن ميل الأشعري إلى النص ملخوظة و أن أخذه بالعقل ضئبل.

الإختتام
أن الماتريدية فرقة كلامية نشأت بسمرقند في القرن الرابع الهجري، وتنسب إلى أبي منصور الماتريدي، مستخدمة الأدلة والبراهين العقلية والفلسفية في مواجهة خصومها من المعتزلة، والجهمية وغيرهما من الفرق الباطنية، في محاولة لم يحالفها التوفيق للتوسط بين مذهب أهل السنة والجماعة في الاعتقاد ومذاهب المعتزلة والجهمية وأهل الكلام، فأعْلَوا شأن العقل مقابل النقل، وقالوا ببدعة تقسيم أصول الدين إلى عقليات وسمعيات مما اضطرهم إلى القول بالتأويل والتفويض، وكذا القول بالمجاز في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعدم الأخذ بأحاديث الآحاد، وبالقول بخلق الكتب ومنها: القرآن الكريم؛ وعلى أن القرآن الكريم كلام الله تعالى النفسي. مما قربَّهم إلى المعتزلة والجهمية في هذا الباب، وإلى المرجئة  في أبواب الإيمان، وأهل السنة والجماعة في مسائل: القدر، وأمور الآخرة وأحوال البرزخ، وفي القول في الإمامة، والصحابة رضي الله عنهم. ولما كان مفهومهم للتوحيد أنه يقتصر على: توحيد الخالقية، والربوبية، مما مكن التصوف الفلسفي بالتغلغل في أوساطهم، فغلب على كبار منتسبيهم وقوي بقوة نفوذ وانتشار المذهب.

المراجع
الدكتور أمل فتح الله زركشي, علم الكلام, دار السلام للطباعة و النسر, كونتور-فونوروكو,2006

السؤال
1.   من إسم الأصل الماتريدي؟
إسمه بن محمود أبو منصور الماتريدي و أصله ماتريت أو ماتريدي و هي محل في سمرقند, واسم ماتريدي ينسب إليها, و أحيانا تضاف النسبة إلى سمرقند فيقال أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدي السمر قندي
2.   ما سمات منهج الماتريدي؟
التوسط بين العقل و النقل, اسفقلال الفكر, النطرة الكلية للأشياء, الربط بين الفكر و العمل, الاهتمام بالمعنى المضموم و السمة النقدية.
3.   كيف اراء الماتريدي الكلامية في معنى الصفة؟
موقف الماتريدي فيعارض موقف المعتزلة ممثلا في رأي الكعبي الذي يقول أن الصفة هي وصف الواصف و يقول الماتريدي أنه لو كانت الصهة في الحقيقة وصف الواصف ليبطل قول الحق أعيانا وصفات و يبطل القول في الاجتماع أو حركة أو السكون, التي لا تخلو الأعيانا عنها في إثبات حدها, إذا هي تخلو من وصف واصف لها أي أن الأعيان قد تخلو من الوصف و مع ذلك فإن لها صفات ثابتة و هذا يثبت أن الصفات ليست مجرد وصف الواصف و يلزم أن الصفات غير الواصف.


No comments:

Post a Comment